شهر أيار، شهر العذراء مريم

ما أكثر ما يطيب للناس أن يذكّروا بقرابة تشدّهم إلى أشخاص من عالم الأدب، والسياسة، ومن الجنديّة والكنيسة!... - رتّل أمام العذراء البريئة، مذكّراً إيّاها: السلام عليك، يا مريم، يا ابنة الله الآب: السلام عليك، يا مريم، أمّ الله الإبن: السلام عليك، يا مريم، عروس الله الروح القدس... وحده الله أرفع منك!

ما أكثر ما يطيب للناس أن يذكّروا بقرابة تشدّهم إلى أشخاص من عالم الأدب، والسياسة، ومن الجنديّة والكنيسة!...

- رتّل أمام العذراء البريئة، مذكّراً إيّاها:

السلام عليك، يا مريم، يا ابنة الله الآب: السلام عليك، يا مريم، أمّ الله الإبن: السلام عليك، يا مريم، عروس الله الروح القدس... وحده الله أرفع منك!

"طريق"، 496

إرادة التحدث إلى والدة الله

إنّ الشّوق للعيش في حميميّة أمّ اللّه وأمّنا أيضاً، يولدُ فينا بنوع عفويّ، طبيعيّ، فنقيم معها العلاقات الّتي نقيمها مع شخص حيّ. وفي الواقع لم يستطع الموت أن يغلب تلك الّتي، تجلس نفسا وجسدا، إلى جانب اللّه الآب وابنها، والرّوح القدس.

لسنا بحاجة إلى براهين قويّة، لفهم الدّور الّذي تلعبه مريم في الحياة المسيحيّة، أو لكي نشعر بأننّا مجذوبون نحوها، لطلب رفقتها المحبّبة باندفاع بنويّ، فسرّ الأمومة الإلهيّة هو غنيّ جدّاً إلى حدّ أنّنا لن نتمّكن من الإلمام بفحواه كفاية.

علامة لحب الله المميز

لقد عرف الإيمان الكاثوليكيّ أن يرى في مريم علامة ذات امتياز لحبّ الله. فالرّبّ يدعونا منذ الآن أصدقاءه ، ونعمته تفعل فينا. إنّها تعيد خلقنا بتخليصنا من الخطيئة. إنّها تعطينا القوّة لنستطيع أن نعكس بطريقة ما وجه المسيح، في قلب الحقارات الملازمة لكلّ كائن، هذا المجبول من تراب وتعاسة. لسنا غرقى، وقد وعدنا اللّه بالخلاص، إنّما هذا الخلاص يقوم بفعله فينا. فعلاقاتنا الشّخصيّة مع الرّبّ ليست علاقات أعمى متشوّق للنّور، يئنّ في عذابات الظّلمة، إنّما هي علاقات إبن يعرف ذاته محبوبا من أبيه.

إلى قلبنا مباشرة

مريم تحدّثنا عن هذه العاطفة، وهذه الثّقة، وهذه الطّمأنينة. لهذا السّبب يلمس اسمها قلبنا. إنّ علاقات كلّ منّا مع أمّه يمكن أن تكون لنا مثالا وأنموذجا لعلاقتنا مع السّيّدة صاحبة " الاسم العذب "، مريم. لذلك ينبغي أن نحبّ اللّه بالقلب الّذي نحبّ به أهلنا، إخوتنا وأخواتنا، والأعضاء الآخرين لعائلتنا، أصدقاءنا وصديقاتنا، إذ لسنا نملك غيره. وبـهذا القلب عينه إذاً سنصادق مريم.

كيف يعامل إبناً عادياً والدته؟

كيف يتصرّف عادة إبن أو ابنة مع أمها؟ بطرق عديدة، ولكن بعطف وثقة على الدّوام. عاطفة تتّخذ في سائر الحالات أشكالا محدّدة، نابعة من الحياة نفسها، غير جامدة في البرودة مطلقاً. إنّها، على العكس، عادات عائليّة كلّها دفءٌ، وإلتفاتات يوميّة صغيرة، تلك الّتي تقوم بين الولد وأمّه، وتنقص هذه الأخيرة إذا ما صدف أن نسي: القبلة، والمداعبة لدى خروجه أو لدى دخوله إلى المنزل، والـهديّة الصغيرة، وبعض الكلمات العاطفيّة.

في علاقاتنا مع أمّنا السّماويّة، توجد أيضا تلك الحركات من التّقوى البنويّة، الّتي تعبّر عن موقفنا العاديّ تجاهها. فكثير من المسيحيّين يتّخذون عادة لبس الثوب القديمة، أو قد اعتادوا على تحيّة - لا حاجة إلى كلمات، فالفكرة تكفي – صور مريم المتواجدة في كلّ منزل مسيحيّ، أو تزيين شوارع العديد من المدن؛ أو تلاوة الصّلاة الرّائعة، المسبحة الورديّة، حيث لا تملّ النّفس من تكرار نفس الأشياء، مثلما لا يملّ من ذلك العشّاق عندما يتحابّون، حيث تتعلّم أن تعيش مجدّدا اللّحظات الأساسيّة في حياة الرّبّ، أو عادة تكريس يوم من الأسبوع للسيّدة العذراء، هذا الّذي نجتمع فيه بالضّبط، وهو يوم السّبت، مقدّمين لها لفتة صغيرة ومتأمّلين بطريقة خاصّة في أمومتها.

"عندما يمر المسيح"، رقم 142

مريم الكليّة القداسة، أمّ الله، عاشت مغفلة، كأيّ امرأة من نساء قومها.

- تعلّم منها أن تعيش حياة بصورة "طبيعيّة".

"طريق"، رقم 499