المجوس... ملوك يسجدون للملك

يخبرنا الإنجيلي أن المجوس عندما رأوا النجم "فرحوا فرحاً عظيماً". فرحوا، يا ابني، فرحاً كبيراً، لأنهم كانوا متأكدين أنهم سيصلون إلى الملك الذي لا يهمل أبداً الذين يفتشون عنه...

ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاؤوا الى اورشليم قائلين: اين هو المولود ملك اليهود؟ فاننا راينا نجمه في المشرق واتينا لنسجد له. فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع اورشليم معه. فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم: اين يولد المسيح؟. فقالوا له في بيت لحم اليهودية.لانه هكذا مكتوب بالنبي: "وانت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا .لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي اسرائيل".

حينئذ دعا هيرودس المجوس سرا وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر. ثم ارسلهم الى بيت لحم وقال اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي.ومتى وجدتموه فاخبروني لكي اتي انا ايضا واسجد له. فلما سمعوا من الملك ذهبوا واذا النجم الذي راوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبي. فلما رأوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا. واتوا الى البيت وراوا الصبي مع مريم امه. فخروا وسجدوا له. ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرا. ثم اذ اوحي اليهم في حلم ان لا يرجعوا الى هيرودس انصرفوا في طريق اخرى الى كورتهم.

(متى 2، 1-12)

النجمة

يخبرنا الإنجيلي أن المجوس عندما رأوا النجم "فرحوا فرحاً عظيماً". فرحوا، يا ابني، فرحاً كبيراً، لأنهم كانوا متأكدين أنهم سيصلون إلى الملك الذي لا يهمل أبداً الذين يفتشون عنه.

"كور الحدادة" - 239

من هو الملك؟ ألا يرغب يسوع أن يملك، قبل كل شيء، القلوب... قلبك؟ لهذا السبب، صار طفلاً. من لا يحب الأطفال؟ أين الملك؟ أين المسيح الذي يفتش الروح القدس على تكوينه في روحنا؟ لا يمكنه أن يكون في الكبرياء الذي يبعدنا عن الله. لا يمكنه أن يكون في قلة المحبة التي تعزلنا عن محيطنا. المسيح لا يمكنه أن يكون هناك، لأنه في ذلك المكان يبقى الإنسان وحيداً.

عند قدمي الطفل يسوع، في عيد الغطاس هذا، أمام الملك المتجرد من المظاهر الخارجية للملوكية، يمكنكم أن تقولوا: سيدي، امحُ الكبرياء من حياتي، حطم حبي لذاتي وتلك الإرادة التي تدفعني إلى أن أفرض نفسي على الآخرين وإلى إبرازها.

(جزء من العظة التي ألقاها القديس خوسيماريا في 6 كانون الأول 1956)